تقرير- هند الأمين
الخرطوم 15-5-2019 (سونا) – لا تنفصل أهمية شجرة الهشاب الاقتصادية عن قيمتها البيئية فكأنهما مكملات لبعضهما البعض ومن فوائدها تعمل على خفض وطأة الفقر من خلال محصولها النقدي وتعيد الغطاء النباتي والتوازن البيئي وتخصيب التربة كما تعمل على زيادة الرقعة الخضراء وخفض انبعاثات ثاني الكربون واعادة التوازن البيئي إلى الأرض.
وتعتبر شجرة الهشاب السودانية من اهم فصائل المجموعة الموجودة في أفريقيا ويعد السودان المصدر الأكبر عالمياً لانتاج محصول شجرة الهشاب السودانية (الصمغ العربي) ويتمتع بانتاجيته العالية التي تجاوزت 80 % من الانتاج العالمي للصمغ العربي وذلك منذ الخمسينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي ورغم أن انتاجه اليوم لا يزيد عن 50 % ومن الانتاج العالمي ولايزال السودان المصدر الأكبر لهذا المنتج، ويعتمد مئات الالآف من السودانيين على الصمغ كمصدر رئيسي للكسب.
وشجرة الهشاب أو Acacia Senegal هي عبارة عن شجيرة صغيرة يصل طولها الى 8 أمتار وتشتهر بالصمغ العربي وتتواجد الشجرة بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، كما تتواجد على حافة البحر الأحمر وأجزاء من جنوب أفريقيا بما في ذلك موريتانيا والسنغال وربما سبب تسميتها ب Acacia Senegal عائد إلى الظهور الجغرافي وتستوطن شجرة الهشاب في وسط السودان بمناطق غابات السافنا قليلة الأمطار وفي منطقتين رئيسيتين هي :
منطقة الأراضي الرملية حيث كمية الأمطار 280 ملم/سنة بغابات شمال كردفان ودارفور.
التربة الطينية السوداء المتشققة حيث الأمطار السنوية تصل 500 ملم/سنة فأكثر في مناطق القضارف والنيل الأزرق واعالي النيل.
و تمت زراعة غابات الهشاب بمساحة 124,35 فدان 2 في ولايات كردفان ودارفور والنيل الأبيض والنيل الازرق وكسلا.
و منتج شجرة الهشاب الصمغ السوداني (العربي) و هو خليط من بروتين سكري وسكريات متعددة وهو مصدر لسكريات أرابينوز والريبوز.
وفي السودان قضى قرار حكومي خص بزراعة حوالي 10% من كل مشروع زراعي مطري بزراعة الغابات المنتجة للصمغ العربي وتقدر مساحة الزراعة المطرية بالبلاد بـ 50 مليون فدانا و المساحة المستهدفة بزراعة الغابات وفقا لهذه المساحة تقدر بخمسة ملايين فدان والخطة الموضوعة لتنفيذ القرار تستغرق أربع سنوات وتعمل زراعة هذه المساحة في مكافحة الزحف الصحراوي والمحافظة على الغطاء النباتى بالبلاد.
ويمتد حزام الصمغ العربى في السودان في أثني عشر ولاية من حدودنا الشرقية مع دولة اريتريا وأثيوبيا إلى حدودنا الغربية مع دولة تشاد وأفريقيا الوسطى ويسكن في الحزام أكثر من 14 مليون نسمة يعمل خمسة ملايين منهم فى انشطة ذات علاقة بالصمغ العربى.
ويعتبر مشروع إعمار حزام الصمغ العربي: من أهم مشروعات التنمية المستدامة بالسودان ويسهم في خفض وطأة الفقر واعادة الغطاء النباتي والتوازن البيئي وتخصيب التربة.
وكانت ضربة البداية للمشروع بولاية شمال كردفان ويعد أحد مشروعات «البرنامج الشامل للأمان الاجتماعي» الذي يجري تنفيذه في ولاية شمال كردفان وتعتبر الولاية نموذجا لتعميمه على بقية ولايات السودان ولشمال كردفان ميزة تفضيلية وقد تم اختيار محليتي «شيكان وأم دم حاج أحمد في العام 2016 لاستزراع «420» ألف شجرة هشاب بتكلفة تتجاوز «40» مليون جنيها من الحكومة الاتحادية ، على أن تلحق بهما محليتا «الرهد وام روابة » للعام 2017 م.
و يستهدف المشروع في مراحله المختلفة والكاملة زراعة «10» ملايين شتلة هشاب تبدأ بمحليتي «شيكان وأم دم» وتشمل في المرحلة الثانية محليتي «الرهد وام روابة» ومن ثم غرب بارا.
وتعد ولاية شمال كردفان من أكثر الولايات إنتاجا لمحصول الصمغ العربي حيث تقدر مساحة حزام الصمغ العربي بـ12 مليون فدانا وتضع حكومة الولاية استراتيجية لتعمير حزام الصمع العربي حيث تستهدف إعمار 7 ملايين فدان من جملة مساحة الحزام والذي بدأ في 2016، حيث بلغ متوسط انتاج موسم 2018م 34 ألف طنا من محصول الصمغ العربي.
وتمتد استراتيجية الدولة لتطوير وإعمار حزام الصمغ العربي إلى ولاية شرق دارفور التي اتقع ضمن الشريط الحدودي لحزام الصمغ العربي و تنتج الولاية كمية كبيرة من الصمغ العربي، بصنفان من اشجار الهشاب والطلح وتأتي الولاية في المرتبة الثانية من حيث الانتاج وتبلغ المساحة المزروعة بالولاية ( ١٤١٧٧٥ ) فدان ، تقع في محليات (السلام ، الجبلين وتندلتي) تتم زراعتها بأشجار الهشاب والطلح تتبع للهيئة القومية للغابات داخل الغابات المحجوزة وجنائن منتجي الصمغ العربي.
وقال مدير غابات ولاية النيل الأبيض في تصريح لـ( سونا) إن التدخل الذي حدث في العام ٢٠١٨م من مشروع توطين وانتاج الصمغ العربي بتمويل من البنك الدولي أحدث تحولا نوعيا في تنظيم المنتجين بمحلية تندلتي في شكل جمعيات لانتاج الصمغ العربي وصلت لـ٤٤ جمعية منتجة للصمغ العربي والمستفيدين ٣٧٠٠ فرد، حيث قام مشروع توطين الصمغ العربي بتوفير مال دوار للمنتجين وتمليك بعض الآليات التي تساهم في زيادة الانتاج و متوسط الانتاج السنوي للصمغ العربي بالولاية يقدر بـ١٢٠٠ طن سنويا ، يتم تسويقها في نطاق ضيق داخل الاسواق المحلية.
وصاحب تنفيذ عملية استزراع شجرة الهشاب على الأرض بعض المعوقات والسلبيات حالت دون تحقيق الربط الكامل 100% وتتمثل في ضعف تجاوب وتفاعل المجتمع مع عملية الزراعة ، عدم توفر وسائل الحركة الكافية لترحيل الفنيين وتوزيع الشتول داخل الحقل وجود تالف بكميات كبيرة في الشتول« ناتج الترحيل» ، قلة عدد الفنيين المنفذين والمخططين ، عدم توفر سكن مريح للفرق المنفذة للمشروع .