في الوقت الذي تتواصل فيه محادثات جدة لبحث تنفيذ إعلان جدة حول المسائل الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، وإجراءات بناء الثقة. في هذا الوقت، نشرت المليشيا المتمردة مقاطع مصورة لتصفيتها عددا من أسرى القوات المسلحة، مع تعليق لأحد عناصرها بأنهم اصلآ “لا يعرفون شيئا اسمه الأسرى”.
يمثل ذلك جريمة حرب مكتملة، ترتكب مع سبق الإصرار والتصميم. كما يجسد نشر المقاطع والتعليقات التي تتباهى بقتل العزل الثقافة السائدة وسط عناصر ومرتزقة المليشيا المتمردة والتي لا تقيم أدنى إعتبار لحرمة النفس البشرية وتتجاهل أن كل الشرائع والقوانين حرمت قتل الأسرى.
هذا بينما تتواصل إعتداءات المليشيا المتمردة علي المناطق السكنية الآمنة في العاصمة وغيرها عبر القصف العشوائي الذي يسقط ضحيته يوميا المدنيون الأبرياء. إلى جانب الإستمرار في التخريب المتعمد للمرافق الإنسانية والمنشآت الإقتصادية الإستراتيجية، مثل ما حدث لمستشفى نيالا التعليمي وحقل بليلة النفطي، هذا الأسبوع.
لا تعبر جرائم المليشيا المشار إليها عن تحديها للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف فقط، بل كذلك عن الإستخفاف بمحادثات جدة، وجميع الجهود الرامية لتخفيف معاناة المدنيين وتيسير تقديم الخدمات الإنسانية الضرورية. وكل ذلك يضع الميسرين والمجتمع الدولي أمام تحد حقيقي لإلزام المليشيا بمتطلبات إعلان جدة وتنفيذ ما يمكن التوصل إليه من وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، ومحاربة الإفلات من العقاب، بالنظر الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها المليشيا المتمردة.